ماهية لاهداف التربوية
مقدمة
قال الله تعالي "و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون"
و قال الله تعالى" قل ان صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين"
قال رسول الله r " انما الاعمال بالنيات"
ما هو قصدك؟ او ماذا تقصد؟
لكل عمل يقوم به الافراد او تقوم به المؤسسات حكمة او قصد او هدف
تعريف الهدف
لمصطلح الهدف في اللغة مرادفات متعددة، مثل الغرض و البغية و القصد و المرمى، و يمكن تعريف الهدف بانه مصلحة او فائدة يتم العمل (السعي) على تحقيقها
اهمية الاهداف
تقترن الاهداف بصفة عامة بالتخطيط الذي يعد من سمة العصر، فأي خطة في أي مجال لا بد و ان تتصدرها أهداف، بحيث تحاول الخطة وصف الوسائل و الامكانيات و الطرق التي تحقق تلك الاهداف.
اهداف التربية و التعليم
عادة ما يهدف الموقف التدريسي الى تحقيق مخرجات تعليمية محددة يمكن مشاهدتها بصورة فورية لدى التلاميذ بعد انتهاء التفاعل بين احداث ذلك الموقف و عناصره. الا ان هذه المخرجات التعليمية المحددة ليست هي الغرض النهائي لعملية التدريس، و انما تهدف العملية التعليمية الى تحقيق اهداف كبرى تعكس امال المجتمع و تطلعاته في تنشئة أفراده، و يجب ان تكون هذه الاهداف الكبرى معلومة لكل معلم، حتى يمكنه العمل في ضوء هذه الأهداف.
اقسام الاهداف في مجال التربية و التعليم
هناك مستويان اساسيان للأهداف في مجال التربية و التعليم هما:
(1) الاهداف العامة للتربية (أعلى مستوى)
(2) الاهداف التعليمية للدرس و التي يستخدمها المعلم (ادنى مستوى)
و بين هذين المستويين يوجد عدة مستويات وسيطة من الاهداف تتدرج من العمومية الى الخصوصية. قد تشتمل هذه المستويات مستوى واحدا او مستويان او ثلاثة مستويات، او ربما اكثر.
تعريف الهدف التربوي Goal:
عبارة او جملة تحدد سلوكا مرغوبا يأمل المجتمع ظهوره لدى المتعلم نتيجة مروره بخبرات التعلم.
تعريف الأهداف التعليمية (الاجرائية او السلوكية) Objectives
أهدف قصيرة المدى ، دقيقة الصياغة، تصف مخرجات تعليمية محددة يتوقع ظهورها نتيجة تدريس وحدة تعليمية، او درس واحد.
اهمية الاهداف التربوية
تعد التربية عملية اجتماعية تستلزم التخطيط، و من ثم فهي تتطلب تحديد أهداف تلك الخطط و صياغتها، مما يساعد العاملين في حقل التربية و التعليم على تدبير الامكانات اللازمة لتنفيذ الاهداف، كما تمكنهم على الوقوف على مدى التقدم في تحقيقها.
و لما كان التعليم يستهدف احداث تغيرات سلوكية مرغوبة لدى المتعلمين، كان لا بد من تحديد هذه التغيرات في شكل عبارات سلوكية تصف تلك السلوكيات التي يرغب المجتمع في ظهورها لدى ابنائه، نتيجة مرورهم بالخبرات التعليمية خلال مراحل التعليم المختلفة، و عادة ما تعرف هذه العبارات بالاهداف التربوية.
من اهداف التعليم الثانوي
5- تعهد قدرات الطالب، و استعداداته المختلفة التي تظهر في هذه الفترة، و توجيهها وفق ما يناسبه و ما يحقق أهداف التربية الاسلامية في مفهومها العام.
6- تنمية التفكير العلمي لدى الطالب، و تعميق روح البحث و التجريب و التتبع المنهجي، و استخدام المراجع و التعود على طرق الدراسة السليمة.
8- تهيئة سائر الطلاب للعمل في ميادين الحياة بمستوى لائق.
مقارنة بين الاهداف التعليمية و الاهداف التربوية
الرقم
|
وجه المقارنة
|
الاهداف التعليمية
|
الاهداف التربوية
|
1
|
مدى الهدف
|
قصيرة المدى
|
بعيدة المدى
|
2
|
طبيعة الهدف
|
تصف مخرجات محددة يتوقع ظهورها في وقت قصير
|
تصف الغايات القصوى للتعليم
|
3
|
الصياغة
|
دقيقة الصياغة
|
عمومية الصياغة
|
مجالات الأهداف التربوبة
اختلف المربون عبر العصور على الهدف من التربية،
1. في بعض العصور ركزت التربية على المعرفة كما هو الحال بالنسبة للحضارة الاغريقية
2. في بعض العصور ركزت التربية الرياضة و الفروسية كما هو الحال بالنسبة للحضارة الرومانية
3. في بعض العصور ركزت التربية على الناحية الروحية كما هو الحال بالنسبة للصوفيين و الرهبان.
و في وقتنا الحاضر اصبح المربون ينظرون الى الانسان ككائن متعدد الجوانب، اذ ان له عقلا يفكر ، كما ان له جسم يتحرك، بالاضافة الى ان لديه مشاعر و عواطف و انفعالات تسير سلوكه. لذا اصبح من غير المنطقي ان تهتهم التربية بجانب دون الاخر. لذا فاهداف التربية الصحيحة يجب ان تشتمل على تنمية الجوانب الثلاثة بشكل متوازن.
اذا يوجد ثلاثة مجالات للاهداف التربوية:
1- اهداف في المجال المعرفي او العقلي (أهداف معرفية)
2- اهداف في المجال الحركي او المهاري (أهداف مهارية)
3- اهداف في المجال الانفعالي او الوجداني (أهداف وجدانية)
مثال
اهداف البرمجة
معرفية : الخوارزمية
مهارية: البرمجة على الحاسب
وجدانية: جمال البرمجة
توازن الاهداف
ان زيادة النمو في احد الجوانب انما يكون على حساب نقص النمو في الجوانب الاخرى، و هو ما يعني ضرورة الاهتمام بقضية توازن الاهداف الخاصة بكل جانب من جوانب النمو المختلفة، بحيث يؤدي تحقيق هذه الاهداف الى نمو متوازن لدى التلاميذ في المجالات الثلاث.
وقد يتساءل البعض، و ما العيب اذا نما جانب من الجوانب على حساب الجوانب الاخرى؟ اليست في النهاية نموا ينسب كله الى التلميذ؟
نخلص من هذا ان التوازن في مجلات الاهداف امر مطلوب لضمان التنشئة الصحيحة لشخصيات متوازنة في سلوكها اليومي، و متوازنة الى نظرتها الى الحياة الدنيا و الاخرة، فلا يكون التركيز على حساب جانب دون الاخر.
مستويات الاهداف التربوية
مقدمة
ان الاهداف العامة في التعليم صيغت في صورة عبارات عامة، و مثل هذه الاهداف تحتاج الى توضيح لمعناها، و تفسير لمضمون مفرداتها بما ييسر على العاملين في مجال التربية و التعليم ادراك المقصود من هذه الاهداف، و من ثم ييسر عليهم توجيه جهودهم للعمل على تحقيقها.
تعريف مستويات الاهداف التربوية
مستويات الاهداف التربوية عبارة عن المستويات الوسيطة بين الاهداف التربوية و الاهداف التعليمية التي تتدرج من العمومية الى الخصوصية. قد تشتمل هذه المستويات مستوى واحدا او مستويان او ثلاثة مستويات، او ربما اكثر.
مستويات الاهداف التربوية
يعمد التربويون الى تحليل و تفصيل الاهداف التربوية العامة الى اهداف اقل عمومية، و ذلك في تدرج نحو الخصوصية من جهة، و في عدة اتجاهات من جهة اخرى. كما يتضح مما يلي:
اولا: تحليل الاهداف العامة للتعليم الى اهداف للمراحل التعليمية المختلفة (مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي، مرحلة التعليم الابتدائي، مرحلة التعليم المتوسط، مرحلة التعليم الثانوي).
ثانيا: تحليل الاهداف التربوية لمرحلة بعينها الى اهداف للصفوف الدراسية لهذه المرحلة.
ثالثا: تحليل الاهداف التربوية لمرحلة بعينها الى أهداف لتدريس فروع المعرفة المختلفة.
رابعا: تحليل أهداف تدريس مجال بعينه في مرحلة بعينها الى أهداف تدريس الصفوف الدراسية لهذه المرحلة
خامسا: تحليل اهداف تدريس مجال معين (كالحاسب) في صف دراسي معين (الاول ثانوي مثلا) الى أهداف تعليمية تفصيلية تتعلق بما يجب ان يتعلمه التلاميذ من معلومات و مهارات، و اتجهات، و اساليب تفكير، و قيم و عادات… و ذلك من خلال الوقت المتاح.
التعمق في الاهداف
تتوسع الاهداف التربوية بتقدم المرحلة التعليمية ، و هذا التوسع يكون على صنفين توسع كمي و توسع نوعي، فمع تقدم المرحلة التعليمية، تزداد عدد الاهداف المطلوب تحقيقها من قبل الطالب، كما يزداد محتوى كل هدف من حيث العمق. فالعمليات المعرفية او المهارية المطلوبة من طالب المرحلة الثانوية عادة ما تكون اكثر عمقا من تلك المطلوبة من طالب المرحلة المتوسطة، و هذه اكثر عمقا من العمليات المطلوبة من طالب المرحلة الابتدائية و هكذا.
تصنيف الاهداف التربوية
ادى التنوع في مجالات الاهداف التربوية، و التدرج في مستوياتها، الى التفكير المستمر من قبل المربين في حصر الاهداف التربوية، و من ثم تصنيفها وفق نظام معين، و لقد توصل بلوم (Bloom 1956) و زملاؤه الى تصنيف الاهداف التربوية بشكل مشابه لتلك التصنيفات المستخدمة في تصنيف الكائنات الحية، و التي يمكن بموجبها تصنيف الحيوان او النبات في مكانه الصحيح في المملكة الحيوانية او النباتية.
يعتمد تصنيف الاهداف التربوية على افتراض أهمية توصيف المخرجات التعليمية على هيئة عبارات محددة تصف افعالا سلوكية تعبر عن التغيرات التي تطرأ على سلوك الطالب نتيجة مروره بخبرات التعلم. و قد كان الهدف الاساس لتصنيف الاهداف التربوية هو قياس و تقييم المخرجات التعليمية لدى الطلاب، و من ثم تحديد فاعلية النظام التعليمي في تحقيق اهداف المجتمع، التي اوجد من أجلها نظامه التعليمي.
مجالات الاهداف التعليمية
قسم بلوم و زملاؤه الاهداف التعليمية في ثلاثة مجالات:
(1) مجال التعامل العقلي مع المعارف The Cognitive Domain
(2) مجال المهارات الحركية The Psychomotor Domain
(3) مجال التأثر الوجداني الانفعالي The Affective Domain
اسس تصنيف الاهداف
اعتمد بلوم و زملاؤه بعض القواعد الاساسية في تصنيف الاهداف التعليمية، و هذه القواعد هي:
اولا: ان يكون التصنيف منطقيا، بحيث ترتب الافعال السلوكية من البسيط الى المعقد في كل مجال
ثانيا: ان يتم تحديد المصطلحات المستخدمة و تعريفها بشكل دقيق، على ان يتم الالتزام المستمر بهذه التعريفات طوال العمل في التصنيف.
ثالثا: عمل التصنيف وفقا لنظريات و اسس تربوية و نفسية صحيحة، و ثابة، بحيث يضمن ذلك ثبات التصنيف و صحة محتواه.
تم تصنيف بلوم للاهداف التربوية وفقا لكثير من الأسس النفسية، فاستفاد من نظريات التعلم و التعليم و نظريات الشخصية مما جعل هذا التصنيف يحظى باحترام الكثير من التربويين.
مجال التعامل العقلي مع المعرفة (مادوس و اخرون 1983)
يشتمل هذا المجال على الاهداف التعليمية التي تتعلق بالتعامل العقلي مع المعارف، و قد يشتمل هذا على مجرد تذكر المعرفة او استدعائها، كما قد يشتمل على بعض المهارات العقلية، مثل فهم المعرفة او القدرة على تطبيقها في مواقف جديدة، او القدرة على تحليلها، او القدرة على ايجادها من معارف متوفرة، او تقويمها و اصدار احكام حولها. أي ان الاهداف في هذا المجال تهتم بما يقوم به العقل من نشاطات ذهنية مباشرة او غير مباشرة، بسيطة او معقدة.
مستويات (مراتب) التعامل العقلي مع المعرفة
اولا: التذكر او المعرفة
يقصد بها تذكر المعارف السابق تعلمها
ثانيا: الفهم
يعرف الفهم بانه القدرة على ادراك المعاني، و يظهر ذلك من خلال اعادة صياغة ما تم تعلمه، و التفسير اما بالشرح او الايجاز.
ثالثا: التطبيق
يعزا التطبيق الى القدرة على استخدام المعارف في مواقف تعليمية جديدة، و هذا يتضمن تطبيق الاساليب و الطرق و المفاهيم و الاسس و القوانين و النظريات
رابعا: التحليل
يعزا التحليل الى القدرة على التفكيك و تجزئ المادة الى مكوناتها و اجزائها من أجل فهم بنائها التنظيمي و التركيبي.
خامسا: التركيب
يعزا التركيب الى القدرة على تجميع الاجزاء لتكوين كل متكامل.
سادسا: التقويم
يعزا التقويم الى القدرة على الحكم ف، في ضوء المعايير القائمة على مجالات محددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق