صفات المعلم
أولا- الصفات العقائدية :
(1) الإيمان الراسخ بالعقيدة الإسلامية، و ذلك لأن هذا الإيمان لابد وأنه سينعكس بقصد أو دون قصد على سلوكيات المعلم ، والتي يقتدي بها تلاميذه ويعملون على تقليدها . فالمعلم المسلم لابد وان يؤمن إيمانا راسخا بالعقيدة الإسلامية ، بحيث توجه هذه العقيدة أفكاره وتصرفاته ، وتجعله يقوم بمهامه في ضوء تلك العقيدة من جهة، ويعمل على تشرب التلاميذ لها من جهة أخرى .
(2) الرغبة في الدعوة إلى ما يؤمن به ونشره بين الناس ، وهذه الرغبة الصادقة والجارفة هي التي تدفع المعلم إلى صبغ سلوكه التدريسي وسلوكه العام بصبغة العقيدة التي يؤمن بها،كما أن هذه الرغبة الصادقة تسهل على المعلم تحمل المشاق والمتاعب المهنية المختلفة ، لإيمانه بسمو هدفه وتعالى عقيدته .
و من المنطقي أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى بعض الأشخاص ، لشدة إيمانهم بعقيدة معينة ، أي أن الإيمان بالعقيدة الإسلامية على سبيل المثال يدفع المؤمنين بها إلى العمل على نشر هذه العقيدة من خلال عملهم بمهنة التدريس .
ولكن بعض الأشخاص بحكم تكوين شخصياتهم ، لا يمتلكون الرغبة في نقل ما يؤمنون به للآخرين ، ويفضلون البقاء في فلك محدد بأنفسهم ، ومثل هؤلاء الأشخاص لا تنطبق عليهم الصفات المرغوبة في المعلم ، ويبدو أن هناك علاقة بين الرغبة في الدعوة من جهة وسمة القيادة من جهة أخرى ، فقد أوضحت الدراسات أنه من الواجب توفر سمة القدرة على القيادة في المعلم ، وهو ما يتوافق مع كونه يرغب في نقل أفكاره التي يعتنقها إلى الآخرين .
ثانيا - الصفات الجسمية :
(ا) ينبغي أن يتمتع المعلم بصفة عامة بصحة جيدة ، فخلو جسمه من الأمراض المزمنة أو الخطيرة ، أمر يساعده كثيرا على تحمل مشاق عمله ولا غرابة في ذلك ، فالتدريس مهنة شاقة تتطلب جهدا فكريا بالإضافة إلى الجهد.
و يتعرض المعلم للفحص الدوري الكامل من قبل تلاميذه ، وهو ما يجعلنا نفضل ان يكون جسم المعلم متناسقا ، ووجهه جذابا ، إذ إن لبعض الوجوه بشاشة مؤثرة في الآخرين ، كما أن بعض الوجوه تكون مقنعة للتعامل مع الأطفال أكثر من غيرها ، والبعض الآخر غير مقنع للتعامل مع المراهقين وهكذا . . . وينسجم مع هذه الصفة اهتمام المعلم بمظهره الخارجي ، فينبغي أن يكون ملبسه نظيفا ، ومرتبا ، ومنسجما مع العادات والتقاليد السائدة في ذلك البلد ، وكذا الحال بالنسبة لشعره وأظافره ، وذلك لكونه قدوة ، حيث يتخذه كثير من التلاميذ مثالا لهم ، فيقلدونه في مظهره وتصرفاته .
ثالثا - الصفات العقلية والنفسية :
( أ) ينبغي أن يتمتع المعلم بقدر من الذكاء والفطنة التي تمكنه من التصرف بطريقة سريعة ومناسبة في المواقف المختلفة ، فما يحدث في الفصل من أحداث يكون متنوعا إلى درجة تتطلب قدرا من ردود الفعل المتباينة تجاه كل حدث ، وهو مالا يمكن أن يقوم به بنجاح من يفتقر إلى قدر معقول من الذكاء والفطنة اللازمين في مثل هذه الحالات .
وبصفة عامة فلعلنا لا نبالغ إذا قلنا : إن المعلم يجب أن يتمتع بقدرات عقلية مرتفعة ، وأن يتم اختياره أصلا بناء على اختبارات لتحديد هذه القدرات ، ولم العجب في ذلك ، إذا كان هذا المعلم هو الذي سيناط به إعداد كافة الكوادر المهنية الأخرى للمجتمع .
(2) ينبغي أن يتمتع المعلم بقدر مرتفع من فهم الذات والرضا عنها ، وعن أحواله وظروف حياته المختلفة ، وهو ما يعرف حاليا لدى الباحثين بمفهوم الذات ويؤدي رضا الفرد عن ذاته ونظرته إليها نظرة إيجابية إلى السواء النفسي ، والعمل على مساعدة الآخرين والتعاون معهم . كما يؤدي فهم المعلم لذاته إلى اكتشاف مثالبها ، والعمل على تطويرها بشكل مستمر، لتساير حاجات العمل في المهنة ، ويؤدي فهم الذات والرضا عنها إلى شخصية متفائلة مرحة مستبشرة ، مفتوحة الفكر والعقل ، والمعلم في هذه الحالة غالبا ما يكون مبتسما ، بل وضاحكا إذا ما تطلب الأمر ذلك ، على عكس المعلم الذي لديه اضطراب في مفهوم الذات ، فغالبا ما يكون عبوسا كمثر الوجه ، عديم البشاشة ، وقليل القبول من الآخرين .
رابعا - الصفات الأكاديمية والمهنية :
( أ) ينبغي أن يتمتع المعلم بمعرفة واسعة وعميقة في مجال المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ،وتشمل هذه المعرفة طبيعة هذا المجال ، وأساليب البحث فيه ، وقدر من المعلومات الرئيسة في فروعه المختلفة . هذا يعني أن معلم العلوم مثلا لابد وأن يعرف الكثير عن طبيعة العلم ، وأساليب البحث العلمي ، بالإضافة إلى كم من المعلومات اسمية في فروع العلوم المختلفة ، كالكيمياء ، والفيزياء ، والنبات ، والحيوان ، والجيولوجيا ، والفلك ، كما يجب أن يكون لديه الاستعداد لمزيد من التعلم في فرع أو اكثر من فروع التخصص . وكذلك فإن معلم اللغة العربية لابد وأن يعرف الكثير عن طبيعة اللغة ودورها في حياة البشر ، وأساليب البحث في مجال اللغة ، هذا فضلا عن كم من المعلومات في النحو ، والصرف ، والإنشاء ، والبلاغة ، وا لأدب ، والشعر ، والنثر . . الخ .
(2) ينبغي أن يتمتع المعلم بفهم كامل للأسس النفسية للتعلم ، و يشمل ذلك أسس التعلم الجيد ، ونظريات التعلم المختلفة وتطبيقاتها في مجال التدريس ، والخصائص الجسمية والعقلية للتلاميذ ، وبخاصة ش المرحلة التي يقوم بالتدريس فيها ،كما يجب أن يمتلك المعلم القدرة على الاستفادة من معرفته لهذه الخصائص ش تعامله مع تلاميذه في مواقف التدريس المختلفة ، وفي مواقف النشاط الأخرى خارج غرفة الصف .
(3) ينبني أن يلم المعلم بالطرق والمداخل المختلفة للتدريس ، ويتمكن من توظيفها حسب مقتضيات التعلم المختلفة لتلاميذه ، كما يجب أن يتمتع بقدر من المهارات التدريسية اللازمة لتمكينه من القيام بمهام عمله داخل الفصل وخارجه ، ويشمل ذلك مهارات تخطيط التدريس وتنفيذه ، فضلا عن مهارات إدارة الصف والتعلم الصفي .
على عكس ذلك ، ففي الوقت الحالي نجد أن العالم الإسلامي ، والذي توصف معظم أقطاره بالدول النامية ، هو العالم الأكثر تخلفا ، والذي تقوم في دوله الانقلابات العسكرية على فترات متقاربة ، وتجتاحه الصراعات الطائفية أو القبلية المسلحة ، ويتحكم في إدارة هذه الصراعات طبقة من الساسة وصناع القرار ، الذين افتقدوا التربية الصحيحة منذ الصغر ، وافتقدوا المعلمين المتميزين ، بل والنظم التعليمية الصحيحة التي تصنع الشخصية المتميزة في الفكر والعمل . ولعلنا نؤكد من التقدمة السابقة على أهمية المعلم ، ودوره في صناعة التقدم البشري ، وصيانة الحضارة البشرية ومنجزاتها ، ولكننا نؤكد أيضا أن المعلم جزء من كل ، وهذا الكل هو نظام التعليم برمته ، وما لم يستند هذا النظام على أسس عقائدية واضحة يعرفها المعلم جيدا ، فسوف يكون عمله مشمتتا غير واضح الهدف ، وغير مكتمل الأثر في مخرجات العملية التعليمية .
ونظرا لأن المؤسسات التعليمية بشكلها الحديث تهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية الناشئة بشكل يتفق مع ما ترسمه سياسة التعليم في الدولة ، فإن عدم إيمان المعلم بتلك العقيدة ، أو عدم اكتراثه بها ، يعني أنه يعمل في اتجاه مخالف للاتجاه الذي تتبناه السياسة العامة للتعليم ، وهو ما يعني التقليل من الكم أو الكيف ( أو هما معا) في مخرجات النظام التعليمي.
و ينطبق هذا المبدأ على كافة النظم التعليمية ، سواء التي تنطلق من العقيدة الإسلامية أو من غيرها ، فعلى سبيل المثال ، فإن الدول الشيوعية مازالت تحرص أشد الحرص على التأكد من إيمان المعلم بالفكر الشيوعي ، و ذلك لضمان عمله في الاتجاه العام للدولة ، والذي يهدف إلى تنشئة المواطن المؤمن بالفكر الشيوعي كنظام متكامل للحياة .
و لعل من حسن حظ المعلم المسلم أنه لا يتعرض لما يتعرض له غيره من تبديل العقائد وتغييرها ، فالنظم التعليمية التي تعتمد على عقائد وضعية بشريه تتغير وفق تغير العصر ، وربما بتغير رؤساء أو ساسة الدول ، ولكن العقيدة الإسلامية التي تستشفها نظم التعليم الإسلامية ، ويعمل نح ضوئها المعلم المسلم ثابتة لا تتغير ، حيث إنها مشتقة من قول الخالق سبحانه وتعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم .
خامسا - الصفات الجسمية :
(ا) ينبغي أن يتمتع المعلم بصفة عامة بصحة جيدة ، فخلو جسمه من الأمراض المزمنة أو الخطيرة ، أمر يساعده كثيرا على تحمل مشاق عمله ولا غرابة في ذلك ، فالتدريس مهنة شاقة تتطلب جهدا فكريا بالإضافة إلى الجهد البدني ، وقد يرى البعض عكس هذا الرأي ، ويقول : ما أسهل عمل المعلم ! ولعله يقصد بذلك المعلم الذي يلقي بعض المعلومات ئ الفصل ، أو الذي يشرف على تعلم التلاميذ لبعض المعلومات أو المهارات ، ولكننا نقصد بطبيعة الحال المعلم الذي يؤدي عمله كما ينبغي ، ويستمر فكره مشغولا في الطريق و في المنزل بتلاميذه وبمشكلاتهم التعليمية المختلفة ، كما يستمر جهده البدني لعلاج تلك المشكلات ، وهو ما يجعلنا نؤكد على أهمية الصحة الجسمية والعقلية للمعلم ، وبخاصة عند التحاقه بالمهنة في شبابه ، كما يجعلنا نؤكد على أهمية الرعاية الصحية الدائمة له عقب التحاقه بالمهنة ، للمحافظة على قدر عال من اللياقة الصحية حتى عند تقدم عمره .
(2) ينبغي أن يخلو جسم المعلم من العاهات الظاهرة ، بما فيها العاهات التي تؤثر على حالته الصحية العامة . ومن أمثلة ذلك عيوب اللسان والفم ، التي تؤثر في النطق وفي مخارج الكلمات ، والعيوب الخاصة بحاستي السمع والنظر ، ذك أن مهنة التدريس تعتمد على التفاعل اللفظي بين المعلم والتلاميذ ، وهو ما يتطلب سلامة هذه الحواس .
و قد يمكن التغاضي في تدريس بعض المجالات الدراسية عن عيوب النظر ، إلا أن ذلك يتم في مجالات محدودة ، إذ تتطلب أغلب المجالات الأخرى سلامة حاسة النظر لدى المعلم .
و يتعرض المعلم للفحص الدوري الكامل من قبل تلاميذه ، وهو ما يجعلنا نفضل ان يكون جسم المعلم متناسقا ، ووجهه جذابا ، إذ إن لبعض الوجوه بشاشة مؤثرة في الآخرين ، كما أن بعض الوجوه تكون مقنعة للتعامل مع الأطفال أكثر من غيرها ، والبعض الآخر غير مقنع للتعامل مع المراهقين وهكذا . . . وينسجم مع هذه الصفة اهتمام المعلم! بمظهره الخارجي ، فينبغي أن يكون ملبسه نظيفا ، ومرتبا ، ومنسجما مع العادات والتقاليد السائدة في ذلك البلد ، وكذا الحال بالنسبة لشعره وأظافره ، وذلك لكونه قدوة ، حيث يتخذه كثير من التلاميذ مثالا لهم ، فيقلدونه في مظهره وتصرفاته .
(2) ينبغي أن يتمتع المعلم بقدر من الثقافة العامة في شتى مجالات المعرفة ، كما يتمتع بمعرفة مصادر المعرفة المختلفة ، وكيفية الحصول على المعارف منها ، وذلك لأنه يتعرض في أحيان كثيرة لاستفسارات التلاميذ حول العديد من الموضوعات في العديد من المجالات ، وما لم يكن لديه الإجابة ، فيجب أن يعرف كيف يحصل عليها بأقل جهد، وفي أقصر وقت ، من الموسوعات أو المكتبات أو دوائر المعارف أو المصادر التقنية لتخزين المعلومات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق